مذكرات رجل حزين ...

-1-


أقوم بمنتصف الليل,
كي أشعل الجوّ ورداً وآسْ
ويجذبني نحو هذي المساكن...
حب قديم
يحرّك كلْ ما بداخل روحي
ويحرقني شمعةً في دروب النعاس
ويطفئني نجمةًً في عيون اليتامى!
ويجعل مني الطريق الذي...
يعبر العاشقون به...
يغرقون ببحر الغرام

وحيداً صحوت
أطالع ما في الوجوه
من الصبح حتّّّّّّّّّّّّى الظلامْ!
تنام شوارع هذي المدينةْ
وليس بها أحدٌٌ...
غير روحي الحزينةْ
تساقط نوراً سيسطع للعاشقين
ينامون تحت ظلاله, غيري
أنا لا أنامْ
أطالع ما في الوجوه
من الصبح حتّّّّّّّّّّّّى الظلامْ!
أراقب ما يفعلون
وكيف ينامون...
تحت الضبابْ؟
أقوم بمنتصف الليل وجدي
لأزرع هذا الظلام ضياءْ
أقوم...
أغطي الفضاء الرحيب سروراً,
وأجعل منه الصفاءْ
وأجعل منك الهواءْ...
يمرُّ الظلام, ويأتي النهار...
يغيب النهار, يعود الظلام...
وأبقى وحيداً
أطالع بين الوجوه,
أحدِّث هذا النعاس...
الذي طال كلّ العيون
ولكنّه...
لم يجيءُ إليَّ
لأبقى الوحيدُ الذي...
لاينامْ!




-2-
مضى الليل يبحث عن عاشقٍ
آخر غيري
يساقط فوقه هذي المتاعب...
بالأمس أسقطها فوق جسمي
المعذّب...
كي يقطع الدرب بيني وبينكِ...
كي لا أكون بقربكِ...
كي لا... أكونْ

يقطع كل الدروب...
التي –ذات يومٍ- لمحتك فيها
تغنِّين ليل الحزينْ
بصوت البلابل كنت تغنِّين...
ليل المنافي
وليل التغرُّب عن أهلنا, عن
بلاد المحبّين والطيّبينْ
تغنّين درب الرجوعِ
لأرض اليتامى...
لأرض العطاشى...
لأرض الثكالى...
لأرض المذابح والميّتينْ!!

يزول النهار ويمضي
وأتي الظلامْ
يظلُّ يحدِّث عنكِ
لحدِّ انطفاء الكلامْ

سأخرج من غربة...
الروح هذي
تخطّّّّيت هذي المخاوف...
كانت وحوش الزمان
بكلِّ مكانٍ تسيرْ,
أقاوم هذي الوحوش
بسيف الصغيرْ!!
أقطّّّع أجسادها ثُُُُُُُمَّ أرمي
بها في متاهاتِ...
هذا الزمانْ
فأشهدُ كلّ وجوه الأناس
غريبةْ
ملامح هذا الزمان العصيبةُ...
فوق عيون الجموعِ
مريبةْ
فأرفع صوتي
أقول لهذي الجموع الغفيرةْ
أحدّثهمْ
بهذي العبارة الصغيرةْ
"لأنَّ الحياة كئيبةْ...
خلقنا بها في اكتئابْ"